الجدة وحفيدتها وأيام زمان ..

المكان : أحد أحياء القاهرة
الزمان : يوم من أيام صيف عام 2085
========================

حفيدة في سن المراهقة (14 سنة ) تجلس مع
جدتها (90 سنة )
ويدور بينهما هذا الحوار

الحفيدة : تيته ميرو إزيك..بقى لي زمان ما
قعدتش معاكي

الجدة : وهو أنا عارفة أتلم عليكي خالص.. ده
أنا قاعدة زهقانة قوي ومش لاقية حاجة تسليني

الحفيدة : ومابتفتحيش الدش ليه يا تيته

الجدة : التليفزيون بقى ممل خالص مافيهوش غير
سبعتلاف وخمسميت محطة بس!.وأنا كمان ما
بعرفش أغير بعض المحطات!

الحفيدة : وإيه الحلاوة دي ؟ حلو البادي ( تيشرت نصف البطن ) اللي انتي
لابساه ده..بس ده موضة قديمة قوي ياتيته

الجدة : يا بنتي أنا ست دقة قديمة وبالبس زي ما
جيلنا الصاعد اتعود وحسب التقاليد القديمة بتاعتنا

الحفيدة : أيوه بس مش حاسة إنك مخنوقة وانتي
لابساه ؟

الجدة : أبداً ده هو ده اللبس المحتشم اللي
مفروض الكل يلبسه ويحافظ عليه..فين أيام زمان
لما كنا نلبس البادي اللي مبين البطن والظهر
بس، مع البنطلون السترتش الجلد …كانت حاجة
آخر روشنة وحشمة .

الحفيدة : ياه يا تيته.. ده انتوا كان ليكم تقاليد
غريبة خالص !

الجدة : وهو انتي فاكرة إن أيامكم دي أيام ؟
يا بنتي أيامكم دي ما يعلم بيها إلا ربنا .. فين أيام
سنة 2015 ، هي الواحدة فينا كانت تستجري
تشرب سيجارة البانجو ولا تسحب لها سطر بودرة
قدام أبوها ؟
طب ده الدنيا كانت تتقلب ساعتها وما تتعدلش ..
أمال إيه .. كان فيه حاجة اسمها أخلاق وإحترام .!

الحفيدة : معقول يا تيته ؟ للدرجة الفظيعة دي !!؟

الجدة : أمال انتي فاكرة إيه .. وبعدين كانت الست
من دول ما تلبسش اللبس الخليع بتاع اليومين
دول ..يعني الجيبة كان ما يقلش طولها عن شبر
فوق الركبة .. وكانوا الستات يلبسوا فوقيها بلوزة
باستمرار ..مش زي دلوقتي!

الحفيدة : يا خبر .. وإيه كمان ياتيته

الجدة : حـ أقول لك إيه ولا إيه يعني خدي عندك
مثلاً ..
زمان كنا نسمع الطرب الأصيل لمطربين
حقيقيين :مصطفى قمر وعمرو دياب وشعبان عبد الرحيم وطبعاً كانت
سيدة الغناء هيفاء ، وكانت الأغنية مدتها أكثر من
دقيقتين متواصلين من الطرب الأصيل والموسيقى
الهادية الراسية اللي تعمر النافوخ بصحيح كانوا
مطربين روشين وآخر طحن ..!

الحفيدة : وبعدين ياتيته؟

الجدة : وبعدين كنا نسمع على حاجة اسمها
اسطوانات ليزر ودي صحيح انقرضت ، بس كان
ليها طعم لذيذ خالص ، يا سلام لما كنا نحطها في
جهاز أسمه الووكمان ، كنا بنعلقو في حزام البنطلون كده
ونمشي في الشارع ، كانت أيام جميلة وحلوة يا بنتي .

الحفيدة : حكاويكى ممتعة قوي يا تيته .. ثانية
واحدة بس لما أصحي سمسم صاحبي في المدرسة
لأنه بايت معايا في الأودة من امبارح ..
أصل الإنسان الآلي بتاع الصحيان بايظ
ولازم نصلحه النهاردة .

الجدة : طيب ياحبيبتي روحي صحي يفطار .!

( بعد عدة دقائق)

الحفيدة : هيه يا تيته.. وبعدين ؟

الجدة : أحلى أيام بقى كانت أيام الدراسة، الفصل
كان على أيامنا رايق وعدد التلاميذ فيه ما يزيدش
عن ستين سبعين تلميذة ، وكنا ساعتها بنعرف
نفهم الدرس كويس مش زى دلوقتي وكانت
الشوارع أيامها فاضية يعني كانت إشارة المرور
تقعد ساعة إلا ربع بس لأن مصر كلها كان تعدادها 70 مليون
مش أكثر، تخيلي بقى الروقان اللي كنا فيه ؟

الحفيدة : 70 مليون بس؟

الجدة : أمال إيه .. عشان كده كانت كل حاجة
رخيصة ، يعني مثلاً كيلو اللحمة يوم ما يضربه
الدم كان يبقى بخمسة وعشرين جنيه أو بتلاتين
جنيه، وكان أتخن جوز جزمة بـ 250 جنيه، وكان
الواحد يقدر يشتري شقة تمليك بـ150 ألف جنيه
بس.. وكان الدولار بخمسة جنيه بس.. تخيلي
بقى؟

الحفيدة : ما هو علشان كده الجواز على أيامكم
كان سهل خالص ، إحنا بقى خلصنا من العُقد دي

الجدة : أُمال إيه .. ده احنا الواحدة مننا كانت
بمجرد ما توصل سن 17 سنة تبتدي تفكر في
الجواز العرفى على طول، وما كانش عندنا الأفكار
الغريبة اللي بتعملوها دلوقتي، أنا شخصياً شايفة
إن ده أوفر شوية، ده احنا يا بنتي على أيامنا كان
لا يمكن البنت تتأخر بره البيت عن الساعة أربعة
الصبح، طب ده باباها كان ممكن ساعتها يخاصمها!

الحفيدة : ياي! ده انتوا كنتوا متزمتين خالص ياتيته!!!

الجدة : يا بنتي إحنا اتربينا على الأخلاق والفضيلة
والعادات والتقاليد . يعنى كان أهل الفن
محتشمين جداً وكانوا دايماً يطلعوا بالمايوهات
البيكيني، والمذيعات كانوا يقعدوا جنب الضيف
مش على ركبته زي دلوقتي
..
هيـ يـ يـ يـ ـه الله يرحم دي أيام.. فكرتيني بالذي مضى .

( تمسك الجدة بتليفون محمول في حجم علبة الكبريت )

الحفيدة : ح تكلمي مين يا تيته؟

الجدة : حـ كلام عمك شوقي البوي فرند بتااع
أصلي أنا كنت موصية يجيني يخرجني شوي
أفك عن نفسي ، لا حسن زهت خالص من اعدت البيت ..!

الحفيدة : ( تنهض من مكانها عريانة ) تشاو سي يو تيته!

الجدة : سي يو

وبعد مرور عدة ساعات انتابت الجدة خلالها غيبوبة
بسبب الشيخوخة ، وعدم رد شوقي عليها ..!!

و في المساء دار هذا الحوار :

الجدة : إنتي كنتي فين يا فتفت ؟

الحفيدة : أصل رحنا أخدنا اخويه ( دوت كوم ) من الحضانة

الجدة : نعم .. دوت كوم ؟ نظام هاي تك بقى ؟
يعني لما تعوزي تنادي له تدوسي ( انتر ) ولا إيه
بالضبط ؟

الحفيدة : ها ها ها ها .. إيه الخفة دي يا تيته
والله فكرة .. لما أعوز أنده له أدوس إنتر .. ولما
أحب أقول له روح أودتك أدوس ( ألت و إف 4 ) ..!!

الجدة : وأخدتوه من الحضانة وديتوه فين بقى ؟

الحفيدة : وديناه النادي بتاع الحي

الجدة : النادي بتاع الحي؟

الحفيدة : أيوه .. ده نادي جميل معمول برعاية
كبار رجال الأعمال .. وتحت رعاية الحكومة
وده بيعلم الأطفال حاجات ظريفة خالص
ومصاريفه رخيصة جداً وبعدين الولد الكويس
ممكن يبعتوه يكمل تعليمه في أي دولة اروبية
على نفقة الدولة .
أصل ( ميدو يوسف ) الرئيس بتاعنا راجل متفتح قوي !

الحفيدة : هه..أفتح لك التليفزيون يا تيته عشان تشوفي
نشرة الأخبار؟

الحفيدة تضغط الريموت كنترول لنرى شاشة كبيرة
بطول وعرض حائط الغرفة، وتظهر مذيعة لبسه كرفته بس
وبصوت مايع تروح قايل: هاي شلة ! إليكم عناوين الأخبار

- واشنطن تتهم القاعدة بتفجير سفينة فضاء فوق
كوكب المريخ !

- وزراء الاقتصاد للدول الــ 18 ــ بـ يصرحوا :
أنه إعدام الفقراء هو الحل الوحيد للخروج من عنق الزجاجة
للأزمة الاقتصادية العالمية .!

- موافقة مجلس الشعب أخيرا على خصخصة الجامع الأزهر .!

أخبار عربية:
- جامعة الدول العربية تطالب بانسحاب إسرائيل
حتى حدود عام 2030، وإعلان الدولة الفلسطينية
في مايو المقبل .

- إسرائيل ترفض الإنسحاب من المنامة إلا بعد
ضمان أمن مستوطناتها في الكويت والعراق ..!

- اشتباكات عنيفة على الحدود الإسرائيلية المغربية

أخبار الفن

- زفاف المطربة صباح على حفيد الفنان الراحل
راغب علامة ..!

- قضية تحجب الفنانة شوشو طعامااا ، وظهورها بالمايوه
يسبب أزمة في الوسط الفني ..!!
المذيعة : فينيش باي

الجدة : لأ بقى حسبي الله ونعم الوكيل فيكم فعلا

( يغمى عليها )

الحفيدة : تيته..تيته
إيه دا ؟.. دي ماتت ..بالا نيله ...!!!!!

وأنا كمااان فينيش بااااااي

منقول ومنقح